كيف غيّرت الجائحة معالم التعلم إلى الأبد

الجامعة التركية التي تتصدّر مجال التعلم الهجين

عندما تفشّت جائحة فيروس كورونا ( كوفيد-19) في العالم، اتّخذت جامعة بهجة شهير التركية الخطوة التي اتّخذتها المؤسسات التعليمية الأخرى وانتقلت إلى التعليم عبر الإنترنت.

وفي الوقت الذي اعتبرت فيه معظم الجامعات أن التعلم الرقمي عن بُعد هو مجرّد إجراء مؤقت، وجدت فيه جامعة بهجة شهير فرصة لتحويل معالم التعليم العالي إلى الأبد؛ مع تحسين معايير التعليم من جهة وتوسيع آفاقه ليصبح أكثر شمولية من جهة أخرى.

وبدلاً من اعتماد الجامعة على خطة الطوارئ المستحدثة للتصدّي لجائحة كورونا بشكل دائم، قرّر مسؤولو الجامعة ابتكار نموذج تعلم هجين جديد بمساعدة شركة مايكروسوفت.

من إسطنبول إلى تورنتو

تقع جامعة بهجة شهير في مقاطعة بشكتاش، في وسط إسطنبول، وتضم في صفوفها أكثر من 100,000 طالب موزّعين في كل أنحاء العالم، وإلى جانب الحرم الرئيسي في العاصمة التركية إسطنبول، تمتلك الجامعة فروعاً في برلين، وهانوي، وتورونتو، وواشنطن، وغيرها من المدن الرئيسية.

وبسبب تفشّي فيروس كورونا، لم يستطع عدد كبير من الطلاب عبور الحدود كما خضعوا لقيود السفر، من دون تحديد سقف زمني لعودتهم إلى الحرم الجامعي. لذا كان من البديهي الانتقال إلى التعلم عن بُعد، وأصرّت الجامعة على المحافظة على الحلول الرقمية التي تقدمها بأعلى المعايير. ومع أن حضور الصفوف عن بُعد كان بديلاً عن التعليم الحضوري، لكن الجامعة لم تفرط في أهمية جودة التعليم، حيث تم إعداد معايير صارمة تتكون من 300 نقطة، يجب على نظام إدارة التعلم الالتزام به.

وتوصّلت الجامعة إلى أن ضبط جودة التعلم يصبح أسهل عند التعامل مع مزود خدمات واحد، لذلك تم التواصل مع شركة مايكروسوفت التي تُعد من الشركات القادرة على بناء نظام شامل، وموثوق، وآمن على نطاق واسع في أسرع وقت ممكن.

موارد عن بُعد

مع استخدام مايكروسوفت تيمز وسطح المكتب الافتراضي لويندوز، تمكّنت جامعة بهجة شهير من تأمين صفوف على الإنترنت لحوالى 27,000 طالب في 123 دولة. وبالإضافة إلى تمكين الصفوف الافتراضية، يساهم النظام في توفير التحديثات الفعالة ويخزّن المحاضرات مركزياً لكي يتمكّن الطلاب من مشاهدتها لاحقاً.

وتقول الدكتورة شيرين كارادينيز، رئيسة جامعة بهجة شهير: "مع هذه البنية التحتية، بات من الممكن تزويد آلاف الطلاب حول العالم بالفرص التعليمية عالية الجودة والشاملة خلال فترة الجائحة."

وبالنسبة إلى جامعة بحجم جامعة بهجة شهير، يُعد التعليم جزءاً بسيطاً من المعادلة. وحرصاً من الجامعة على تأمين وصول الطلاب المشاركين عن بُعد إلى الموارد التي يستطيع الطلاب الحاضرون شخصياً الحصول عليها، عملت على إعداد مراكز تعليم افتراضية. وبالتالي، استطاع الطلاب المشاركون عن بُعد استخدام سطح المكتب الافتراضي من مايكروسوفت للاتصال بموارد الحوسبة المتقدّمة المتوفرة في الجامعة، ومواصلة المحاكاة الهندسية، أو رسمها، أو تشغيلها بغض النظر عن قوة جهاز الكمبيوتر الذي يملكونه في المنزل.

التعليم العالي الهجين

فيما بدأت جامعات أخرى تعود إلى الصفوف التقليدية، تعمل جامعة بهجة شهير على تعزيز البنية التحتية الرقمية، لتمضي قدماً بنموذجها الهجين الجديد الخاص بالتعليم العالي.

وتقول كارادينيز إن "الأشخاص الذين انضموا إلى أحد البرامج، يتابعون صفوفهم عبر الإنترنت أو شخصياً، ويختبرون في الوقت نفسه كيفية دمج البيئات والعمليات."

وبرأي كارادينيز، إنه نموذج يدعم رسالة جامعة بهجة شهير الرامية إلى تحسين الشمولية والمعايير التعليمية باستمرار، وتأمل أن يجعل من الجامعة مثالاً تحتذي به تركيا والعالم.

من خلال تقديم مزيج جريء من التعلم الرقمي والفعلي إلى الطلاب في شتى أنحاء العالم، بفضل بنية مايكروسوفت التحتية، قد تكون جامعة بهجة شهير في بدايتها لوضع أسس مستقبل التعليم العالي.

تساعد مايكروسوفت الشركات في مسيرات تحوّلها الرقمي. اكتشف المزيد.