
كيف يساعد التحوّل الرقمي التلاميذ والأساتذة على التواصل من أي مكان
قطر تضاعف جهود التعلم عن بعد
قبل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، انحصر التعليم عبر الإنترنت بالتطوير المهني أو بالتعلم عن بعد للبالغين. لكن بعدما انتشرت الجائحة، اضطرت أقسام التعليم في كل حدب وصوب إلى ابتكار نظم للتعلم عن بعد في غضون أسابيع وحتى أيام، مع لجوء عدد كبير من الأشخاص إلى برامج التواصل عبر الفيديو التي يمكن الوصول إليها من راحة المنازل.
غير أن قطر، الدولة التي استثمرت بكثافة بالتحول الرقمي، كانت قد سبقت غيرها بأشواط. وفي إطار نظام إدارة التعلم، كانت قد طوّرت منصة رائدة عالمياً للتعلم الإلكتروني. ولم يكن ينقصها سوى القدرة لتغطية كل مدرسة في قطر في الوقت عينه.
لحسن الحظ، كانت شركة مايكروسوفت، وهي شريكة وثيقة في مبادرة «قطر الذكية»، مستعدة لاستعمال مواردها على السحابة على الفور.

إنشاء صفوف افتراضية
عملت وزارة التعليم والتعليم العالي في قطر على إطلاق حملة وطنية تهدف إلى تطبيق حلول مايكروسوفت على غرار برنامج مايكروسوفت تيمز وOffice365. واستطاع هذا النظام الجديد الموجود في سحابة مايكروسوفت التوسع على الفور ليلبّي احتياجات 400,000 طالب وأستاذ.
وفي غضون ثلاثة أيام، تم تزويد 206 مدارس ببرنامج مايكروسوفت تيمز، ليستفيد منه 33,000 صف بالإجمال. وبالتالي، تمكّن الأساتذة على الفور من إنشاء صفوف وبيئات تعلّم افتراضية آمنة بفضل خدمات الأمان السحابية من مايكروسوفت.
ولاستكمال عملية التعليم المباشرة، تم تصوير 2,456 درساً عبر 100 استوديو. وتم تحويل هذه الفيديوهات عبر مايكروسوفت فورمز، ثم إرسالها إلى الأساتذة ليوزّعوها بعد ذلك على الطلاب عبر برنامج مايكروسوفت تيمز. هذا وتم عرض الدروس عبر قناتين على شاشة التلفزيون بحسب جدول التعليم.
وأجرى الأساتذة أكثر من 756 تقييماً على الإنترنت بشكل أسبوعي لضمان أن الطلاب يتابعون مهامهم بشكل طبيعي في البيئة الجديدة.

التدريب الرقمي للأساتذة
كل شخص اختبر التعليم المنزلي في خلال هذه الجائحة يعلم تماماً أن التعلم عن بعد لا يعتمد على التكنولوجيا وحسب، بل يحتاج المستخدمون أيضاً إلى فهم كيفية استعمالها.
لذلك، أضيف 30 فيديو تعليمياً إلى النظام باللغتين الإنجليزية والعربية، إلى جانب التدريب المباشر.
وتم تصميم جداول يومية مخصصة لإرشاد كل أستاذ، ووالد أو والدة، وطالب إلى المعلومات التي قد يحتاجون إليها للتجوّل في مدرستهم الافتراضية الجديدة والمشاركة بالكامل.

تأمين عرض النطاق
شكّل الحرص على تأمين عرض نطاف كافٍ لمئات آلاف الطلاب والأساتذة للوصول إلى الإنترنت في الوقت عينه الخطوة الأهم في هذه المرحلة. ولذلك لجأت وزارة التعليم والتعليم العالي إلى شركة مايكروسوفت لاستبدال نظام إدارة التعلم لديها.
ولضمان تشغيل النظام الجديد بسلاسة، تعيّن على المهندسين في مايكروسوفت ترقية قوة الاتصال في مراكز البيانات الخاصة بهم، إلى جانب العمل مع شركات الاتصالات لرفع مستوى الشبكة.
وقد أتى عملهم ثماره، ونجحت قطر في الحفاظ على استمرارية التعليم من سلامة وأمان المنزل لكل من الطلاب والأساتذة. وبما أن قطر كانت قد اتجهت صوب التعلم عن بعد في خطوة استباقية قبل تفشي الجائحة، استطاعت أن تحتل أعلى القائمة في هذا المجال. ولا شك في أن العالم يترقّب الخطوة التالية التي ستقوم بها هذه الأمة في قطاع التعليم.
