الرجوع إلى CNN

خطوات بناء الدولة الذكية الأولى من نوعها

انتقال قطر إلى الاقتصاد المعرفي، خطوات قائمة على أساس السحابة


بحلول عام 2025، سيتمكّن المقيمون والزوّار في قطر من إدارة مهامهم اليومية عبر تطبيق «تسمو» على الجوّال.

هذا التطبيق القائم بحد ذاته هو عبارة عن منصة يستخدمها المقيمون للقيام بشتى المهام، بدءاً من تسديد الفواتير، واختيار وسيلة النقل العام، ومروراً بتقييم الخدمات الحكومية، وحجز صفوف التمارين الرياضية، ووصولاً إلى تعيين مواعيد لدى الطبيب في المستشفى، وإدارة المنازل والمكاتب الذكية. يقدّم هذا التطبيق تجربة شاملة للمدينة الذكية.

تم تطوير هذا التطبيق بالاستناد إلى مايكروسوفت أزور وإنترنت الأشياء، وستكون المنفذ المباشر للمواطن إلى البنية التحتية الذكية للدولة. وسيأتي اعتمادها ليضع قطر في أعلى قائمة الدول الذكية في العالم.

منصة «تسمو» المركزية

تولّت وزارة المواصلات والاتصالات، الجهة الحكومية التي تدير برنامج قطر الذكية، عملية بناء منصة «تسمو» المركزية، في محاولة منها لتشجيع الأفكار الابتكارية اللازمة لإنجاز هذا التطبيق.

وسيزوّد تطبيق الجوّال المستخدمين بفرصة الوصول إلى منصة «تسمو» المركزية التي تُعد الركيزة الأساسية في برنامج قطر الذكية «تسمو». وكان هذا البرنامج عبارة عن مبادرة رقمية جريئة أبصرت النور عام 2017 من أجل تحقيق أهداف الرؤية الوطنية 2030 بالانتقال بقطر إلى اقتصاد معرفي ومستدام.

وقّعت وزارة المواصلات والاتصالات عقوداً مع تسع من أبرز الشركات في القطاع، في تحالف تقوده شركة Ooredoo للاتصالات، من أجل تطوير المنصة. وتستخدم منصة سحابية من مايكروسوفت أزور التي تمنح مشروعاً بهذا الحجم القوة التي يحتاج إليها لمعالجة البيانات، كما تسخّر مراكز البيانات المحلية من مايكروسوفت وخدمات أمن البيانات الأفضل في فئتها لتحقيق نتائج ملموسة.

وتؤدي المنصة المركزية وظيفتين أساسيتين؛ أولاً تتيح المجال أمام مشاركة البيانات وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات، ثانياً، تزوّد بوابة الأسواق التي تستضيفها هذه المنصة بفرصة الحصول على حلول تقنية متطوّرة على غرار التحليلات، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، يستطيع الشركاء استعمالها عند ابتكار حلول المدينة الذكية.

مختبر «تسمو» للابتكار

من المتعارف عليه أن الصناعات الرقمية التي تستفيد إلى أقصى الحدود من البنية التحتية الذكية الجديدة، تميل إلى الازدهار حول مجموعات تضم المهارات والخبرات.

ولهذا السبب بالتحديد أسست وزارة المواصلات والاتصالات مختبر الابتكار في مسعى منها لتأمين الدعم والمشورة للمؤسسات على كل الأصعدة. فتتسنى بالتالي إلى الشباب الفرصة لتعلم كيفية الانطلاق بعمل تجاري جديد. وبوسع رواد الأعمال حضور الدروس والحصول على آراء مرشدين في المجال الذي يخوضونه، من أجل وضع الأسس الخاصة بمؤسساتهم. أما المؤسسات الصغيرة فتستطيع دخول الحاضنات الرقمية من أجل تسريع عجلة نموها.

يقدّم مختبر الابتكار ثلاثة عناصر أساسية للمشتركين وهي المعرفة، والتمويل، والمعارف. ثم يتم تعريف هؤلاء المشتركين بشركاء أكاديميين وفي القطاع على غرار شركتَي Ooredoo ومايكروسوفت؛ وتبدي هذه الشركات استعدادها لتأمين الأدوات والخبرة اللازمة للاستثمار بالبحوث، أو تطوير النماذج الأولية، أو دعم الشركات الناشئة لتصل إلى الحجم المطلوب من أجل تسليم مشاريع برنامج قطر الذكية.

وحين يصبح أحد المشاريع جاهزاً لإطلاقه، يصير متاحاً على المنصة المركزية ليصل إليه شركاء آخرون في البيئة نفسها، أو أي مستخدم آخر عبر تطبيق «تسمو» الجوّال.

ثورة القرن الواحد والعشرين

قطر الذكية عبارة عن برنامج تطوير غني بالمعطيات، يدرك أن الثورات الصناعية التي شهدها التاريخ قامت على البنية التحتية والأفكار. وتوفر المنصة المركزية ومختبر الابتكار بيئة حاضنة وشاملة لتمكين الابتكار.

في الماضي، شكّلت شبكة سكك الحديد الشريان النابض بالنسبة إلى الأوطان، وبفضلها استطاعت الصناعات المحلية تحقيق النمو. أما اليوم، فتضطلع السحابة بهذا الدور في قطر، وترسي الأسس التي قد تجعلها الدولة الأولى الذكية في العالم.

اكتشف المزيد حول مشاريع التحوّل الرقمي التي تساهم في تغيير حياة الكثيرين في قطر.