تزويد الكوكب بالطاقة
تُعد دولة قطر إحدى أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المسال. ولكن، كيف لدولة صغيرة نسبياً أن تزوّد العالم بهذه الكمية الكبيرة من
الغاز؟
تُعد قطر إحدى أكبر ثلاث دول مصدّرة للغاز الطبيعي المسال في العالم، ومع مشروع توسعة حقل الشمال، من المقرّر أن تزيد قدرتها الإنتاجية بنسبة 50% بحلول عام 2027، ما يلبّي زيادة عالمية في الطلب من المستبعد أن تتراجع في الوقت الراهن.
ولكن في حين يتصوّر معظمنا خطوط أنابيب ضخمة تضخّ الغاز مباشرة إلى الشبكات الوطنية، يتم تسييل معظم الغاز الذي تصدّره دولة قطر، ما يستلزم بنية تحتية داعمة وضخمة لاستخراجه من الأرض، ونقله إلى حاويات ومن ثم إلى السفن. كيف لدولة صغيرة نسبياً أن تعمل على نطاق واسع من هذا القبيل؟ الإجابة هي من خلال شركة GWC، المزود الرائد للخدمات اللوجستية في قطر.
الخدمات اللوجستية والغاز
يقع جزء كبير من احتياطي دولة قطر الهائل من الغاز في قعر البحر قبالة الساحل الشمالي للبلاد، واستخراجه ليس بعملية سهلة. وعنها يقول رنجيف منون، الرئيس التنفيذي للمجموعة في GWC: «يعتمد التنقيب عن الغاز وإنتاجه على المنشآت سابقة الهندسة التي تشحنها شركة GWC إلى البلاد. ويشكّل شحن هذه المعدّات عملية معقّدة للغاية».
دخلت شركة GWC قطاع الطاقة لأول مرة مع شركة أوريكس جي تي إل، وهي شراكة بين شركة قطرغاز وشركة الطاقة الهولندية العملاقة شل. وفي ذلك الوقت، كان أكبر مصنع لتحويل الغاز إلى سائل في العالم، يستخدم التكنولوجيا المبتكرة لتحويل الغاز الطبيعي إلى بدائل أنظف للوقود القائم على أساس نفطي مثل الديزل. يشكّل الغاز الطبيعي المسال معظم صادرات دولة قطر، ولكن الغاز المحوّل إلى سائل يتّبع المبدأ نفسه: بعد التسييل، يمكن نقل الغاز في حاويات، تماماً مثل أي سائل آخر.
في البداية، تولّت شركة GWC العمليات البرية، ومناولة البضائع السائبة، ونقل المعّدات الثقيلة، والتخزين، والتخليص الجمركي، وشحن البضائع. منذ ذلك الحين، توسّعت البنية التحتية للشركة لتشمل «ساحات تخزين مفتوحة» لحفظ الأنابيب، إضافة إلى مخازن مخصصة لتخزين المواد الكيميائية والخطرة، مزوّدة برافعات علوية لعمليات الإصلاح والتجديد.
تغطّي هذه البنية التحتية اليوم حوالى نصف مليون متر مربع، وتتجمّع غالباً في مركزين مخصّصين في الشمال والجنوب. يقول منون إن هذين المركزين يوفّران «خدمات لوجستية شاملة لمشاريع النفط والغاز»، مشدّداً على أن الشركة كانت حريصة على تعزيز كفاءة التكلفة من خلال البناء بالقرب من المصدر، واستخدام تكنولوجيا جديدة مثل تتبّع الشحنات في الوقت الفعلي.
لا شك في أن نطاق الإنجازات التي حققتها شركة تأسّست في عام 2004 وانضمّت إلى شراكة مع شركة أوريكس جي تي إل في عام 2007 هو نطاق ضخم ومبهر، وتفخر GWC بشكل خاص بالتزامها بتطبيق أعلى معايير السلامة وبسجلها الذي يخلو من أي حوادث.
السلامة أولاً
يقول منون: «نحن فخورون بسجل سلامة خالٍ من الإصابات»، وهو أمر يعتبره «بالغ الأهمية لنجاح هذه المشاريع».
وبحسب ماثيو فيلبس، مدير عام في شركة GWC، تتّبع الشركة نهج «عدم التسامح» فيما يتعلّق بالسلامة في النفط والغاز. لقد مضى أكثر من خمس سنوات دون وقوع إصابات هادرة للوقت أو على أي إصابة ناتجة عن العمل أو تحدث أثناء العمل، وهذا هو المهم».
وعلى الرغم من هذا الإنجاز، يشدّد فيلبس على أن الحفاظ على سلامة العمال والموظفين يبقى على رأس قائمة الأولويات في كل قطاع تعمل فيه شركة GWC. وعن الالتزام بمعايير السلامة يقول: «نستخدم الشاحنات والمخازن والسفن والطائرات نفسها. وفي حين تضع بعض شركات الخدمات اللوجستية معايير مخصّصة للصحة والسلامة بحسب كل قطاع تعمل فيه، إلا أننا لا نفعل ذلك. يلتزم عمالنا بمعايير السلامة نفسها في أي موقع تملكه GWC، وهي إجراءات نعتز بها».
يعتقد كل من منون وفيلبس أن نهج الحفاظ على السلامة الذي يطبقونه، يشكّل عاملاً حاسماً في استمرار شركة GWC في اكتساب مشاريع كبيرة في مجال النفط والغاز، مثل مشروع توسعة حقل الشمال.
زيادة العرض
تصدّر دولة قطر اليوم حوالى 80 مليون ميغا طن من الغاز الطبيعي سنوياً. وبعد اكتمال توسعة حقل الشمال، من المتوقّع أن تصل قدرة الدولة إلى حوالى 126 ميغا طن. إنه تقدّم ضخم يحقّقه قطاع الغاز في البلاد، كما أنه يمثّل توسّعاً هائلاً لشركة GWC كونها شريكاً لوجستياً رئيسياً في قطاع النفط والغاز.
لكن منون يقول: «لقد عملنا على تعزيز قدرة الشركة وبنيتها التحتية على مدى السنوات الماضية. وأثبتنا أنفسنا كشريك موثوق به لشركات شل وهاليبرتون وغيرها الكثير، فأصبحنا خبراء في القطاع. كذلك، عملنا على توسيع الفرق وتنمية مهاراتها على مدى عقد من الزمان. ونملك اليوم سجلاً حافلاً بالإنجازات، وبنية تحتية شاملة، وشبكة عالمية المستوى نقدّمها في كل مرحلة من مراحل مشروع توسع حقل الشمال».
يوافقه فيلبس الرأي، ويضيف: «منحتنا شركة أوريكس جي تي إل إطار العمل لمشاريع الغاز. ومنذ ذلك الحين، شهدنا نمواً مضاعفاً».
دعم تحوّل الطاقة
من المرجح أن تؤدّي منتجات الغاز الطبيعي المستخرجة من شركة أوريكس جي تي إل ومشروع توسعة حقل الشمال دوراً مهماً في خفض الانبعاثات على المدى القريب في جميع أنحاء العالم. يُعتبر الغاز الطبيعي الجسر الذي سينقلنا نحو مستقبل يتّسم بانبعاثات متعادلة، كونه يحترق بشكل أنظف من الفحم والنفط.
وأمام شركة GWC مهمّة كبيرة في تيسير توفير إمدادات الغاز. ولكن مع البنية التحتية والمهارات والشبكات الهائلة التي طوّرتها الشركة على مدى العقدين الماضيين، فإنها على أتمّ الاستعداد لمواجهة هذا التحدّي.