
تشيلي تمثّل منطقة باتاغونيا وتستعرض جهود الاستدامة والابتكار في إكسبو دبي 2020
يُعد جناح تشيلي الفريد في معرض دبي إكسبو 2020 احتفالاً هائلاً بالنمو الذي حقّقته البلاد هذا العام، إذ شهدت تشيلي ازدهاراً واسع النطاق في الاقتصاد والابتكار على السواء. وقد صُمّم الجناح ليحاكي محطّات أبحاث تشيلي لتغيّر المناخ في أنتاركتيكا، ما يعكس التزام الدولة الراسخ بحماية البيئة والحفاظ عليها.
بوسع الزوّار استكشاف طبيعة تشيلي الخلابة عن كثب من خلال خوض تجربة غامرة لا مثيل لها، حيث تغطّي الهيكل شاشة بنطاق 360 درجة تعرض مشاهد من باتاغونيا التشيلية على امتداد 240,000 كيلومتر مربّع وغيرها من مشاهد الطبيعة الخلابة. إنها أفضل طريقة لتتعرّف على تشيلي من دون أن تطأ قدمك أرض البلاد. والأهم من ذلك أنها فرصة لإظهار المناطق التي تتعهّد تشيلي حمايتها من خلال التركيز على الاستدامة والحفاظ على البيئة الطبيعية.

تتميّز تشيلي بتنوّع مناظرها الطبيعية الرائعة، بدءاً من الصحراء القاحلة ووصولاً إلى المضايق الجليدية والغابات المطيرة. إنها أرض المغامرات الشيّقة، وهذا ما دفع «جوائز السفر العالمية» إلى منح تشيلي لقب «أفضل وجهة للمغامرات السياحية في العالم».
بشكل عام، يوفّر الجناح التشيلي، الذي يقع في منطقة التنقّل، فرصة للتعرّف على قصّة نجاح تشيلي، مع التركيز على الطاقة المتجدّدة، والاستدامة، وتصدير الغذاء، والأثر الذي يحدثه الابتكار وريادة الأعمال على نطاق واسع.
تشيلي تلتزم بالطاقة المتجدّدة والاستدامة
تشكّل طبيعة تشيلي الجغرافية مناخاً مثالياً لتوليد الطاقة المستدامة، لا سيما أن البحيرات والأنهار الجليدية والصحاري توفّر إمكانات كبيرة لتوليد الطاقة المائية والشمسية. وتضع هذه الثروة الدولة على المسار الصحيح لمكافحة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتحسين مستويات المعيشة للمواطنين في داخل البلاد وخارجها، والمساهمة الفعّالة في الحدّ من الاحتباس الحراري.
وتطمح الدولة للوصول إلى مستويات عالية في مجال الطاقة المتجدّدة، إذ تهدف إلى توليد ما يصل إلى 70 بالمئة من الكهرباء من مصادر متجدّدة بحلول العام 2030. وهذا ليس بالأمر السهل، ولكن مع امتلاك تشيلي أحد أكبر مواقع الطاقة الشمسية في العالم في صحراء أتاكاما، تتمتّع بمكانة قوية تتيح لها تحقيق ذلك.
كما تتطلّع تشيلي إلى توسيع الغابات والمناطق الخضراء بشكل كبير، والتخلّص تدريجياً من طاقة الفحم، وتعزيز الاستفادة من السيارات الكهربائية، وذلك بهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050. وفي مبادرة مهمة هي الأولى من نوعها في العالم، ضافرت شركتي الهندسة الكبيرتين «بورش» و«سيمنز إنرجي» جهودهما لتحقيق الاستفادة القصوى من أحوال الرياح المثالية في تشيلي من أجل إنتاج وقود اصطناعي مبتكر من الهيدروجين الأخضر.
أما بالنسبة إلى المركبات التي تسير بالفعل على الطريق، تعمل الحكومة التشيلية على تمرير مشروع قانون لتوليد الطلب على الهيدروجين، وهو يشكّل مصدر طاقة مراعياً للبيئة يؤدّي إلى إنتاج المياه بدلاً من الانبعاثات من السيارات. ونظراً لكون تشيلي منتجة ضخمة لعنصرَي الليثيوم والنحاس، وهما مكوّنان أساسيان في تصنيع السيارات الكهربائية، فإنها تمتلك القدرة على دعم هذه الصناعة العالمية الأساسية المتنامية.
تشيلي تصدّر الطعام إلى العالم
تندرج تشيلي على لائحة أكبر عشر دول في العالم من حيث التصدير الزراعي، وتقدّم مجموعة متنوّعة من المنتجات الزراعية. في الواقع، يمثّل هذا القطاع 28 بالمئة من إجمالي تجارتها ويدعم 10 بالمئة من القوّة العاملة الوطنية. وعلى الرغم من تداعيات الجائحة، من المتوقّع أن تنمو الشركات المصدّرة التشيلية بأكثر من 35 بالمئة بحلول العام 2030.
وتشكّل تشيلي ثاني أكبر جهة مورّدة لسمك السلمون في العالم، وذلك بفضل خطّها الساحلي المميّز الذي يمتد على 6,435 كيلومتراً. وصدّرت الدولة 779,000 طن من سمك السلمون والسلمون المرقّط بقيمة 4.39 مليار دولار أمريكي العام الماضي، ما يؤكّد حضورها القويّ على خريطة إنتاج الأسماك. ولم تُخفَ جهود الاستزراع المائي هذه عن الدول الأخرى، إذ تشمل أكبر الدول المستوردة للأسماك التشيلية كلاً من الولايات المتحدة والبرازيل واليابان. ومن أجل تعزيز المؤهّلات المستدامة لهذا القطاع، تحرص الحكومة بشكل خاص على دعم الشركات الصغيرة المتخصّصة في الاستزراع المائي المراعي للبيئة.
الابتكار… قلب تشيلي النابض
أدّى التزام دولة تشيلي بدفع عجلة الاستدامة إلى إحداث تطوّرات هائلة في مجال التكنولوجيا. على سبيل المثال، تشكّل الأنهار الجليدية في تشيلي حوالى 80 بالمئة من الأنهار الجليدية في أمريكا الجنوبية، و4 بالمئة من العالم بأسره. وقد بدأ الاحتباس الحراري يهدّد هذه الأرقام، ولذلك أنتج العلماء والباحثون في تشيلي أنظمة تبريد رائدة للأنهار الجليدية للتخفيف من أثر تغيّر المناخ في المنطقة.
ومع وجود حوافز قوية لدفع عجلة نجاح الشركات الناشئة، بما فيها الإعفاءات الضريبية ونظام تأشيرات المسار السريع، ليس من المستغرب أن ينشئ روّاد الأعمال شركات بأرقام قياسية. يمتلك برنامج مسرّع الأعمال StartupChile المدعوم من الحكومة محفظة تُقدّر قيمتها حالياً بنحو 5.8 مليار دولار أمريكي، ويحظى باهتمام المستثمرين العالميين أكثر من أي وقت مضى.

تشيلي تحتفل بنجاحاتها في معرض دبي إكسبو 2020
تُعد مشاركة تشيلي في معرض دبي إكسبو 2020 احتفالاً بأعظم نجاحاتها في مجالات الاستدامة والابتكار والتصدير، وتقدّم فعاليات متغيّرة بانتظام وفقاً لجدول أسبوعي دوري. وبوسع أولئك الذين لمسوا جمال باتاغونيا التشيلية من خلال تجربة الكاميرا الغامرة في الجناح معرفة المزيد حول كيفية التخطيط لرحلة هنا. وبفضل التزام الحكومة القوي بحماية البيئة، ومشاريعها المبتكرة، ونهجها القائم على ريادة الأعمال، ستتم حماية هذه المنطقة الجميلة لصالح الأجيال القادمة.
تمثّل تشيلي اليوم قوّة هائلة ومتنامية، وقد تَجسّد ذلك في جناحها في معرض إكسبو دبي 2020، الذي يوفّر فرصة لتكريم جهود الدولة الجديرة بالإعجاب ودفعها نحو مستقبل الاستدامة على الساحة العالمية.
