صناعة المجد
تعرف على الفريق اللوجستي الذي يعمل في الكواليس لاستضافة أكبر حدث رياضي في العالم: كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™
من 21 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر من هذا العام، ستستضيف دولة قطر النسخة الـ22 من الحدث الأبرز في عالم كرة القدم: كأس العالم FIFA™.
سيشكل هذا الحدث النسخة الأولى من البطولة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي والثانية في آسيا، بعدما اشتركت باستضافتها كوريا الجنوبية واليابان في عام 2002.
عشر سنوات من التحضير
يقول الشيخ عبد الله بن فهد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شركة GWC، الشركة اللوجستية الرائدة في قطر ومزوّد الخدمات اللوجستية الرسمي لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™: «نحن نتطلع إلى كأس العالم منذ عشر سنوات تقريباً. إنها لحظة مهمة لدولة قطر، إذ سيتم تسليط الضوء على كل ما أنجزته الدولة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى شركة GWC. إنها شهادة على التقدم المذهل الذي أحرزناه على مدى السنوات الـ18 الماضية».
يقول الشيخ عبد الله: «شكّل حصولنا على لقب مزود الخدمات اللوجستية الرسمي لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ لحظة تاريخية لنا، وهو ما يدل على التقدم الذي أحرزناه منذ عام 2004. وقد ساعدنا عملنا الجاد، وإيماننا القوي بقيمنا، والتزامنا الراسخ بالتنفيذ الكامل في تحقيق هذا الهدف. وحين أدرك الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) مدى التزامنا وتفانينا في التدريب والابتكار، وضع ثقته فينا لأداء دور رئيسي في تنظيم الحدث الأكبر على هذا الكوكب المعنيّ برياضة واحدة، والحدث الرياضي الأبرز على الإطلاق الذي يقام في الشرق الأوسط والعالم العربي».
سيكون تنظيم كأس العالم إنجازاً هائلاً بكل المقاييس. وقد بدأ فريق شركة GWC بالتخطيط له منذ ثماني سنوات. وسيواصل الفريق رحلته حتى بعد أن يعود الزوار إلى ديارهم، ومن المتوقع أن يصلوا إلى مليون زائر في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 2.88 مليون نسمة.
وبينما ستكون أنظار العالم متجهة إلى ما يحدث على أرض الملعب، فإن ما يدور في الكواليس هو الذي سيترك إرثاً حقيقياً بالنسبة إلى دولة قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم أجمع.
تنسيق على المستوى الوطني
إن جميع العناصر التي ينطوي عليها الملعب، إذا ما استثنينا الجمهور، تندرج في إطار الخدمات اللوجستية.
ويشمل ذلك المأكولات والمشروبات والمطابخ حيث يتم تحضيرها، والمقاعد التي يجلس عليها الجمهور، والشاشات بتقنية LED التي تعرض مشاهد من الملعب، والتذاكر التي تُستخدم للدخول، والملابس التي يرتديها اللاعبون، ومعدات البث اللازمة لنقل أكبر حدث رياضي في العالم إلى مليارات المشجعين حول العالم.
إنه مشروع لوجستي منقطع النظير نسبياً، ويعتمد بشكل كبير على البنية التحتية التي تقدمها شركة GWC، والتي تبلغ 3,800,000 متر مربع وتتوزع على 19 مركزاً لوجستياً وتربطها 1,600 مركبة وآلية متخصصة وتدعمها قوة عاملة مؤلفة من 3,600 فرد.
عندما يحين وقت تسليم هذا المشروع الضخم، ستنفذ دولة قطر خططاً واضحة ومدروسة. لن يكون هناك مخططات باهظة التكاليف وعديمة الجدوى، حيث تترك المرافق ليغطيها غبار النسيان. بل ستتم إزالة المقاعد في بعض ملاعب قطر ٢٠٢٢TM والتبرع بها إلى الدول التي تفتقر إلى البنية التحتية الرياضية، في حين سيتم تحويل الملاعب الأخرى إلى مرافق للمجتمع المحلي.
يقول رنجيف منون، الرئيس التنفيذي للمجموعة في GWC: «سيتم بيع بعض المقاعد في مزاد علني، والتبرع ببعض منها، وإبقاء بعض منها في مكانه، بينما ستتم إزالة البعض الآخر». ومن المقرر أن تستغرق مهمة تفكيك كل المرافق ستة أشهر.
تنظيم أكبر حدث رياضي في العالم
عندما فازت دولة قطر بحق استضافة كأس العالم FIFA™ في عام 2010، يقول منون إنها «كانت لحظة فخر للبلاد، اغرورقت فيها عيون الناس بالدموع».
كان الرهان عالياً، خاصة أن شركة GWC حديثة نسبياً. كانت شركة «كوهين وناجل» آخر مزود لوجستي رسمي لكأس العالم FIFA™، وهي شركة مخضرمة في قطاع الخدمات اللوجستية تمتد خبرتها على 100 عام، بينما تأسست شركة GWC في خلال العقدين الماضيين فقط. ولذلك، بدأ التخطيط على الفور.
كانت في رصيد الشركة ورقتان رابحتان. أولاً، ليست شركة GWC مزوّد الخدمات اللوجستية الرسمي للدولة المضيفة للبطولة فحسب، بل إنها أيضاً الشريك الاستراتيجي للجنة العليا للمشاريع والإرث في دولة قطر، وهي المنظمة المسؤولة عن توفير البنية التحتية والإرث لهذا الحدث الضخم. ثانياً، والأهم من ذلك، تُعد دولة قطر بلداً صغيراً، ما يعني أن أبعد مسافة بين الملاعب تبلغ 75 كيلومتراً، أي أنها مسافة قصيرة نسبياً.
يمكّن هذان العاملان شركة GWC من إدارة العملية بكل جوانبها، وهو إنجاز يكاد يكون غير مسبوق في بطولة كبرى. يشرح منون: «عادة ما تقوم فعاليات على غرار كأس العالم على نهج عمل انعزالي. ولكن بمساعدة شركائنا التجاريين، تمكنّا من إنشاء حلّ متكامل تماماً».
تتمتع هذه المركزية بأهمية خاصة في إدارة حركة المرور. يضيف منون: «يشكل الازدحام التحدي الرئيسي. ولكن نظراً لأن العملية متكاملة تماماً، يمكننا استخدام برامج جدولة النقل للتحكم في تدفق حركة المرور لكل شاحنة مشاركة في البطولة».
سلامة واستدامة
تماشياً مع تطورات العصر والمسؤوليات المستجدة، ثمة اعتباران إضافيان على شركة GWC مراعاتهما، وهما السلامة العامة ضد جائحة كورونا والاستدامة. من المتوقع اليوم أن يكون كأس العالم خالياً من القيود المرتبطة بالجائحة. ولكن في حال تغيّر ذلك، فإن شركة GWC على أتم الاستعداد لمواجهة الموقف.
وبحسب جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA): «تم التخطيط للمشروع على أساس نهج يعطي الأولوية لنشر الوعي، وتعزيز الصحة وضمانها، مع تركيز خاص على التجمعات الجماهيرية». وأضاف: «ستترك بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ إرثاً طويل الأمد في الرياضة والصحة على السواء».
تولّت الشركة تنظيم كأس العالم للأندية FIFA قطر 2020™️، الذي أقيم في أوائل عام 2021 في ظل انتشار الجائحة. وللتأكّد من أن البطولة خالية من فيروس كورونا، وضعت شركة GWC خطة «الفقاعات» التي تمت صياغتها لأول مرة استجابة للمخاوف المتعلقة بفيروس سارس في عام 2009. باختصار، تم تشكيل «فقاعات» تعزل طاقم البطولة عن اللاعبين، الذين وجب عليهم تقديم فحص سلبي للدخول وإجراء فحوص بانتظام بعد ذلك.
وتم اعتماد الإجراء نفسه عند استضافة كأس العرب FIFA في وقت لاحق من ذلك العام. وفي هذا السياق يشرح منون: «تولينا إدارة ستة ملاعب مع العديد من المباريات وعدد كبير من المشجعين. وكانت فرصة رائعة لاختبار قوة بنيتنا التحتية ومدى امتثالنا للإجراءات الاحترازية المتعلقة بجائحة كورونا».
بالإضافة إلى ذلك، يُعد كأس العالم قطر ٢٠٢٢ النسخة الأكثر استدامة في تاريخ البطولة. وعن ذلك يقول منون: «تم تصميم جميع الملاعب لتقليل استهلاك الطاقة بنسبة 30% إلى 35% مقارنة بالمنشآت المماثلة. كما تم بناء استاد أحمد بن علي من المواد المعاد تدويرها بنسبة 90%». تعمل شركة GWC من جانبها على توحيد عمليات التسليم الداخلة والخارجة قدر الإمكان، وذلك باستخدام الألواح الشمسية لتشغيل بنيتها التحتية، وتجديد المياه، والتأكد من أن العبوات جميعها قابلة للتحلّل البيولوجي حيثما أمكن ذلك.
أثر دائم
يقول منون: «يوفر كأس العالم فرصة رائعة للاحتفال بكرة القدم والثقافة والضيافة. لكن الأثر الدائم الحقيقي سيكون على الاقتصاد بشكل أوسع، إذ يشكل الحدث حافزاً للتنمية الوطنية والابتكار. فقد ساهمت الأعمال التحضيرية بالفعل في تحريك عجلة رؤية قطر الوطنية 2030».
في عام 2008، أطلقت دولة قطر الرؤية الوطنية التي تهدف، بحلول عام 2030، إلى تحقيق دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل. وقد استندت إلى أربع ركائز أساسية، وهي التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وساهمت استضافة كأس العالم FIFA™ في تسريع المشروع، إلى جانب الدعم الذي تقدمه شركة GWC في بعض أهدافه الرئيسية.
على سبيل المثال، تعمل شركة GWC مع شبكة ممتدة من الشركاء الأصغر حجماً لتقديم حدث قلّ نظيره. وستساهم هذه التجربة في تحسين مهارات الشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة قطر، ما يعزز هدف رؤية قطر الوطنية المتمثل في تعزيز منظومة عالمية المستوى تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وتدعم شركة GWC بنشاط هذا الهدف كونها افتتحت مؤخراً أكبر مركز لوجستي لها حتى الآن، وهو مجمع ضخم بمساحة 1,500,000 متر مربع يخدم احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر. يلبي المركز جميع احتياجاتها التجارية، كما يتيح فرصة
للتواصل مع المنظمات ذات الفكر المماثل. ويقول منون في هذا الإطار: «نحن نمثل العامل المساعد أو المحفز بين هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات التي ستشارك في كأس العالم FIFA».
حين يسدل الستار على هذا الحدث، سيمضي العالم قدماً. أما الروابط والمهارات التي عززتها الخدمات اللوجستية الهائلة في البطولة فسيتردد صداها لسنوات طويلة.